قلمي ملكي عضو جديد
المساهمات : 29
| موضوع: حـزم عـمـر , ولـيـن عـثـمـان , وشـعـرة مـعـاوية ! الخميس سبتمبر 09, 2010 7:17 pm | |
| في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه , ظهر في مصر رجل يُدعى ( الأُصيبيغ ) أعلن أسلامه وبدأ يثير مسائل في صميم القرآن والحديث يريد أن يشتهر أمره , ويعلو شأنه ! ومن المسائل التي أثارها قوله : أنتم تقولون محمد أفضل من عيسى ولذلك فإن محمداً سيعود للدنيا مثل عيسى , والقرآن يؤيد ذلك في الآيه ( إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد ) فاحتار عمرو بن العاص رضي الله عنه وأرسل الى عمر رضي الله عنه يستفتيه فقال له : أرسل لي هذا الأصيبيغ وإياك أن يفلت !!
وعندما أحضره الجنود جمع عمر الصحابه رضي الله عنهم في المسجد ثم أدخله عليهم وقال له : سمعنا يا أصيبيغ أنك تقول بكذا وكذا .... فهل هذا صحيح ؟
فقال الأصيبيغ : نعم
فقال عمر رضي الله عنه : وهل تسأل أيضا عن مسائل أخرى ؟
فقال : نعم ، أسأل عن كذا وكذا , وأبحث عند أمير المؤمنين عن إجابات لأسئلتي ؟
فقال عمر رضي الله عنه : سأجيبك حالا ، ونادى الجلاد داخل المسجد وقال له : ياجلاد اجلد .... فجلده الجلاد حتى أغمي عليه !فقال عمر رضي الله عنه : طببوه ( أي داووه ) وبعد أن طُبب أحضره مرة أخرى وقال : ياجلاد اجلد .. فجلده الجلاد حتى أغمي عليه ! فقال عمر رضي الله عنه : طببوه
وبعد أيام أحضره للمرة الثالثه وقال : ياجلاد اجلد .. فجلد حتى غاب وعيه ! فقال عمر رضي الله عنه : طببوه
حتى إذا كانت المرة الرابعة ..قال عمر : ياجلاد .. فقاطعه الأصيبيغ : يا أمير المؤمنين ،والله لا أسأل عن هذه الامور ماحييت !فأوقف عمر الجلاد وأمر بإرساله الى الكوفه بعد أن كان يسكن مصر ... فصاح الأصيبيغ : وأهلي ومالي !
فقال عمر : اذهبوا به إلى الكوفه فإنَّ فيها أميراً لاتقوم عنده فتنه إلاقطع رأسها -يقصد المغيرة بن شعبة رضي الله عنه- وتم ارساله الى الكوفه وعاش الأصيبيغ هناك وحسن إسلامه!
وبعد نهاية الخلافة الراشدة وعندما ظهر المعتزله وأهل الكلام بعد ذلك قالوا بمثل ماقال به الأصيبيغ ... فذهب إليه بعض الناس وكان شيخاً كبيراً ... فقالوا له : قد ظهر رجال يقولون بقولك يا أصيبيغ فلم لاتكون معهم ؟فتحسس الأصيبيغ على ظهره وقال : لا والله ، فقد علمني الرجل الصالح ..
نستفيد من ذلك أن الحزم والشدة من الحاكم مطلوبين وبالذات مع أهل الفتن ومثيري الشبهات على الناس كأمثال الأصيبيغ , فهم حتى وان أجبتهم في مرة فإنهم لن يبارحوا حتى يعاودا الكرّة, وهكذا سيطول بك الأمر , فهم لا يريدون اجابة على سؤال وكفى , بل يريدون فتح الأبواب وتركها هكذا بلا اغلاق, لذلك كان موقف الفاروق عمر رضي الله عنه حازم تجاه هذه الفئة, وقطع رؤوس الفتنة قبل سريانها بين الناس.
هذا ليس معناه ان الشدة مطلوبة في كل الأحوال , بل على الحاكم أن يعرف متى يستخدمها في محلها , ومتى يستعيض عنها باللين والتساهل , هذا أحد ابرع قادة المسلمين واكثرهم حنكةً ودهاءً معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه , الذي كان والياً لدمشق لـ 20 عاماً قبل خلافته للمسلمين , و20 عاماً اخرى بعد خلافته , من دون أن تثور أي فتنة هناك في دمشق وهذا بفضل ذكائه وسياسته رضي الله عنه فهو يقول " لَوْ أَنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ النَّاسِ شَعْرَةٌ مَا انْقَطَعَتْ ، قِيلَ : وَكَيْفَ ؟ قَالَ : لأَنَّهُمْ إِنْ مَدُّوهَا خَلَّيْتُهَا ، وَإِنْ خَلَّوْهَا مَدَدْتُهَا " ولذلك سُمّيت بشعرة معاوية واشتهر بها.
وكما أخذنا الحزم في الفتنة وفائدته , سنبين لكم اللين فيها وعاقبته , فهذا هو ذي النورين عثمان بن عفان ثالث خلفاء المسلمين , أخُذ عليه تساهله مع أهل الفتنة في الكوفة وغيرها حتى تجرأوا عليه وحاولوا خلعه ولما ما استطاعوا قتلوه , لتكون الأمة بعد ذلك في ضياع وتفرق وتناحر , شيعة لعلي ( كرم الله وجهه ) وأنصار لمعاوية وخوارج ومعتزلة وغيرهم, فكل هذه كانت تبعات لفتنة قتل عثمان , التي سببها الرئيسي تساهله رضي الله عنه مع أهل الفتنة , وهذا كان طبعه رحمه الله وتجاوز عنه , فاللين مع اللئام مفسدة !
ولو أسقطنا هذا الكلام على واقعنا , لوجدنا الكثير من مثيري الفتن والشُبه على الناس , الذين ينعقون بما لا يعرفون ولا يدركون , ونرى تساهل كثير من الحكام تجاههم في مختلف البلدان , والعاقبة دائماً ما تكون وخيمة , فزجر السلطان يكون أقوى في أحايين كثيرة من زجر القرآن وحسبنا قول عثمان وبه نختم :
" إن الله ينزع بالسلطان مالا ينزع بالقرآن ".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
|
amon عضو مميز
المساهمات : 1928 العمر : 31
| موضوع: رد: حـزم عـمـر , ولـيـن عـثـمـان , وشـعـرة مـعـاوية ! الجمعة سبتمبر 10, 2010 4:39 am | |
| يسلمووووو خيووو الف شكر لك يعطيك الف عافية تحياتي | |
|